وتوضح الطبيبة أن العلاقة بين سرعة تناول الطعام والحالة النفسية مرتبطة بمحور “الدماغ-الأمعاء”، إذ تحتوي الأمعاء على ملايين الخلايا العصبية، وغالبا ما يطلق عليها اسم “الدماغ الثاني”. وعندما يتم تناول الطعام بسرعة، يختل الهضم الطبيعي وتُرسل إشارات غير منتظمة إلى الدماغ، ما يزيد الشعور بالتوتر.
وتشير ديجيكيا إلى أن الهضم يبدأ في الفم وليس المعدة، والمضغ الجيد يهيئ الجهاز الهضمي ويبعث إشارات للدماغ بأن الطعام قادم. بينما عند ابتلاع الطعام على شكل قطع كبيرة، لا يكون الجهاز مستعدا، كما أن سرعة الأكل تخدع الشعور بالشبع، الذي يتأخر عادة لمدة 10-20 دقيقة، مما يؤدي إلى تناول كميات كبيرة مسببة ثقلا وانتفاخا قد يُفسرها الجسم على أنها توتر.
كما يؤدي تناول الطعام بسرعة إلى ارتفاع حاد في سكر الدم، خصوصا مع الكربوهيدرات، ما يسبب تقلبات في الغلوكوز ترتبط بالتهيج والعصبية ونوبات الهلع.

وتوضح الطبيبة أن تناول الطعام ببطء ووعي يساعد على:
-
تنشيط الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، وتحويل الجسم من حالة التوتر إلى حالة الاسترخاء والهضم.
-
خفض مستوى هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر.
-
تعزيز اليقظة الذهنية، والانتباه لإشارات الجوع والشبع، والخروج من دوامة الأفكار المقلقة.
وتقترح ديجيكيا أربع خطوات بسيطة لتعلم تناول الطعام ببطء:
-
أخذ نفس عميق قبل البدء بالأكل.
-
وضع الأجهزة الإلكترونية جانبا والتركيز على الطعام فقط.
-
مضغ كل لقمة 20-30 مرة على الأقل.
-
وضع أدوات الأكل على الطاولة بعد كل لقمة لتبطئ وتيرة الأكل.
وتختتم الطبيبة بالقول إن تحويل تناول الطعام من مجرد ضرورة إلى راحة يومية بسيطة يمكن أن يحول وجبة الغداء إلى ملاذ للسكينة والاسترخاء، ويساهم في تحسين الهضم وتقليل القلق بشكل ملحوظ خلال 20-30 دقيقة يوميا.
المصدر: gazeta.press
إقرأ المزيد
أخصائية تغذية تفنّد أشهر خرافات الهضم
تشير أوكسانا ميخاليفا، أخصائية الغدد الصماء والتغذية إلى أن الاعتقاد بأن شرب الماء أو الشاي أو القهوة مع الطعام يعيق الهضم ويسبب انتفاخ المعدة ليس سوى خرافة شائعة لا أساس علمي لها.
أطعمة يومية “تبدو بريئة” ترفع سكر الدم!
يرتفع سكر الدم ليس فقط بسبب الحلويات والمشروبات الغازية، بل أيضا نتيجة تناول أطعمة يومية تبدو “بريئة”، وفقا لما يحذر منه ستيف بينيت، مدرب الصحة ومؤلف كتاب “تحمّل السكر”.