ورغم الاعتقاد الشائع بأن الصراصير قادرة على النجاة من كارثة نووية، فإنها في الحقيقة أكثر تحمّلا من الإنسان، لكنها تموت عند التعرّض لجرعة تبلغ 6400 راد فقط، أي ما يعادل قدرة تفوق قدرة الإنسان بنحو 6 إلى 15 مرة، وهي ليست نسبة كبيرة مقارنة بقدرات بعض الحشرات الأخرى.
فعلى سبيل المثال:
-
ذبابة الفاكهة تتحمّل حوالي 64 ألف راد،
-
بينما يتفوّق عليها الدبور الطفيلي الذي يتحمّل جرعة قد تصل إلى 180 ألف راد.
وهذا يعني أن الصرصور يُعد ضعيفا نسبيا بين الحشرات، وليس بطلا خارقا كما يصوَّر.
وفي عام 2012، اختبر برنامج “مبدّدو الأساطير” الأمريكي هذه النظرية عمليا، وقد عاشت الصراصير مدة أطول من الإنسان عند التعرّض للإشعاع، لكنها في النهاية نفقت جميعها عند الجرعات العالية.
ويشير البروفيسور مارك إلغار من مدرسة العلوم البيولوجية في ملبورن إلى أن التجربة لم تكن مكتملة، لأنها لم تأخذ في الاعتبار قدرة الصراصير على وضع بيض سليم بعد التعرّض للإشعاع. وقال:
“هناك بعض الأدلة على أن الصراصير تبدو مقاومة لأشعة غاما، لكن هناك حشرات أخرى تتمتع بمقاومة أكبر، مثل بعض أنواع النمل الذي يحفر أعشاشه عميقا في الأرض”.
البطل الحقيقي: بكتيريا “كونان”
أما الكائن الأكثر قدرة على مقاومة الإشعاع على الإطلاق فهو بكتيريا Deinococcus radiodurans، المعروفة باسم “كونان”، إذ يمكنها البقاء على قيد الحياة عند جرعات تصل إلى 100 ألف راد. وقد اكتُشفت هذه البكتيريا في لحم مُعرّض للإشعاع بهدف التعقيم، ومع ذلك بقيت حيّة.
وهذا المستوى يفوق قدرة الصراصير بمراحل.
لماذا لن ينجو أحد في كارثة نووية؟
يرى البروفيسور راف من مدرسة العلوم البيولوجية أن المشكلة لا تكمن في الإشعاع المباشر فقط، بل في التأثير المتسلسل على النظام البيئي بأكمله.
ويقول:
“تُظهر أدلة كارثة تشيرنوبيل أن كل الكائنات الحية — من الحشرات والبكتيريا في التربة إلى الفطريات والطيور والثدييات — تعاني من عواقب تتناسب مع مستوى التلوث الإشعاعي”.
ومع انتشار التلوث تظهر آثار خطيرة تشمل:
-
انخفاض الوفرة والتنوع البيولوجي،
-
ارتفاع معدل الطفرات الجينية،
-
زيادة الأورام والتشوهات،
-
انخفاض متوسط العمر المتوقع،
-
وتراجع الخصوبة لدى جميع الكائنات.
المصدر: Naukatv.ru